“قصة لاعب يؤمن بحلمه: يوسف رابح والطريق إلى العالمية”
كتب: فاطمة احمد يونس
رغم صغر سنه، إلا أن يوسف رابح حسان (23 عامًا) يمتلك سيرة ذاتية حافلة بالتجارب الكروية، والطموح الذي لا يعرف الحدود. لاعب يجيد اللعب في أكثر من مركز، ويؤمن بأن الكرة ليست مجرد هواية، بل حياة كاملة يعيشها بكل شغف.
بداية الحلم من الشارع والمدرسة:
بدأت رحلة يوسف مثل أغلب اللاعبين في مصر، من ملاعب المدارس والدوريات الشعبية، حيث لفت الأنظار مبكرًا من خلال مشاركته في دوريات بيبسي للمدارس، وحقق فيها نجاحًا كبيرًا بعد التتويج بلقب البطولة على مستوى محافظة القاهرة، وشارك فيها ثلاث مرات.
انضم بعدها إلى صفوف نادي اتحاد الشرطة، حيث لعب موسمًا كاملًا في مركز لاعب الارتكاز. ومع توقف النشاط داخل النادي، قررت عائلته دعمه بشكل كامل بعد أن أيقنت بموهبته، فانتقل إلى مركز شباب الوايلي، حيث بدأ مشواره الحقيقي.
تحت قيادة الكابتن الراحل طارق ويله – الذي كان أول من آمن بموهبته – تألق يوسف على مدار خمسة مواسم، ولعب في عدة مراكز مثل قلب الدفاع، الظهير، خط الوسط، وصانع الألعاب، مما أكسبه مرونة تكتيكية كبيرة.
موهبته لم تمر مرور الكرام، فقد تلقى عروضًا من أندية معروفة مثل وادي دجلة، طلائع الجيش، والإنتاج الحربي. ويؤكد يوسف أن الفضل فيما وصل إليه يعود لعائلته، وخاصة والدته، التي كانت دومًا مصدر دعمه الرئيسي، وآمنت بأن الرياضة والتعليم وجهان لا ينفصلان.
من أصعب اللحظات التي مر بها كانت أثناء تصفيات دوري الترقي، عندما قدم فريقه موسمًا رائعًا وتصدر مجموعته، لكن في أول مباراة تعرض الفريق لحالة طرد أثرت على الأداء وانتهت المباراة بالتعادل مع فريق الجمارك، ما تسبب في عدم التأهل للدوري الجمهوري.
بعد تلك التجربة، لعب يوسف لموسم مع نادي النصر تحت قيادة الكابتن القدير حسن الدولي، الذي كان قد أشرف عليه سابقًا في مركز شباب الوايلي، وحرص على ضمه معه مرة أخرى.
من طفل لا يتحمل النقد إلى لاعب ناضج:
يقول يوسف: “عندما كنت صغيرًا، كنت لا أحتمل النقد وأحزن كثيرًا بعد الهزائم، لكن الكابتن طارق ويله رحمه الله كان يعرف كيف يتعامل معي نفسيًا، ويحول السلبيات إلى دافع للتطور والتعلم.”
يوسف يصف نفسه كلاعب يمتلك الحماس والغيرة على الفوز، لا يقبل الخسارة بسهولة، ويعمل دائمًا على تطوير مستواه. لا يعتمد على طقوس معينة قبل المباريات، لكنه يفضل الاستماع إلى الموسيقى للتخلص من التوتر والضغط العصبي.
الحلم الأكبر: الدوري الإنجليزي
يحلم يوسف بأن يلعب يومًا ما في الدوري الإنجليزي الممتاز، مثل النجم المصري محمد صلاح وعمر مرموش، ويؤمن بأن الطموح لا سقف له، وأن الاجتهاد هو الطريق الوحيد لتحقيق المستحيل.
وبعد الاعتزال، يخطط لأن يصبح مدربًا، ليظل مرتبطًا بكرة القدم، وينقل خبراته للأجيال القادمة.
تعليق واحد