الاهلى الان / مقالات
مقالات
تسلل .. فوضى يا عالم فوضى!
مقالات / الثلاثاء 18 أبريل 2017
عندما ترى أن منتخب مصر الوطنى يصل إلى المباراة النهائية فى بطولة الأمم الإفريقية الأخيرة بالجابون، ويقترب من التأهل لكأس العالم بروسيا 2018 بعد غياب وسط هذه الضبابية والأزمات اليومية فى الكرة المصرية بسبب ضعف اتحاد الكرة وعدم حسمه أمورًا كثيرة بسبب يده المرتعشة والكيل بمكيالين، ترى أنك أمام معادلة صعبة غريبة وتتساءل كيف يتحقق ذلك وسط مسابقة دورى ضعيفة تحدد بطلها مع نهاية الدور الأول، كما وضحت الفرق الثلاثة الهابطة لدورى القسم الثانى «دورى المظاليم»، وأندية لا تعرف الملعب الذى ستلعب عليه ولا موعد إقامة المباراة إلا قبلها بسويعات، وربما دقائق، وتحكيم يعانى بسبب ضعف الإعداد، وهجوم ضارٍ عليه، حتى فقد الثقة بنفسه، وأعضاء فى المجلس ينقلون أسرار المجلس وخباياه ليضرب «أبوريدة» كفا بكف عن «من الجاسوس» الذى ينقل أخبار المجلس وينتمى للإعلام، وأندية تعترض وتتوعد دون اهتمام أو خوف من عقوبات رادعة بسبب لوائح عفى عليها الزمن، كإيقاف مباراتين وعشرة آلاف جنيه للاعب، أو مدرب، أو إدارى يضرب زميله أو إعلاميا داخل الملعب، وكأنه استفزاز لكل العاملين فى الحقل الرياضي!!
كان التفاؤل كبيرا مع تولى المجلس الحالى لاتحاد الكرة مقاليد الأمور فى دولة الجبلاية لما يضمه من لاعبين كانوا نجوما داخل المستطيل الأخضر ونجومًا حاليين كمحللين وخبرات إدارية يدها فى المطبخ من خلال لوائح صريحة، لا تفرق بين كبير وصغير، أو ناد كبير بحكم جماهيريته وشعبيته وآخر يمشى جنب الحيط مع غياب الانتماءات.
وزاد من التفاؤل وجود هانى أبوريدة الذى توقع الكثيرون أن عمله كعضو المكتب التنفيذى للاتحاد الدولى «الفيفا» سيمنحه الخبرة والحنكة فى إدارة اللعبة، وقدرة على اقتلاع مشاكل تأصلت فى الأرض، وبات اقتلاعها غاية فى الصعوبة، خاصة انه ليس لديه استعداد لسداد فواتير انتخابية، كل ذلك بات فى مهب الريح حيث يرتبك الجميع مع أول هزة أو تصريح هنا وهناك، ولا يعرف كيف يواجه تهديدات هنا وهناك.
وما يحدث فى الكرة لا يختلف عن كل ما يجرى حولنا، فالمجتمع نسيجه واحد لا تختلف الكرة عن غيرها، حيث تعم الفوضى مؤسساتنا، ومنها غياب القوانين التى تحكم العمل الإعلامى والصحفى، رغم التشكيلات الأخيرة، وما أعقبتها من أزمات تفوق مرحلة ما قبل تشكيلها بسبب تداخل الاختصاصات والخناقة بسبب سيارة ومكتب واسع، والمصلحة الخاصة التى جاءت على حساب العامة.
ورغم ريادتنا فى العمل الاعلامى والصحفى الا ان هناك ثلاث دول نجحت وسبقتنا فى إيجاد آلية تنظم العمل الإعلامى، حتى لا تحدث أزمات يجنى ثمارها المجتمع كله، مثل الكويت والإمارات والمغرب، ونحن مازلنا ندور حول أنفسنا.
باختصار اتحاد الكرة ليس أمامه سوى لوائح قوية نافذة وناجزة ويملك القدرة على تنفيذها، وإذا لم يستطع، فعليه تقديم استقالته؛ ليحترم نفسه أولا، وليس عيبا ان نعرف لوائح الدول الخليجية، وكيف يتم تطبيقها على الأمير نفسه صاحب هذا النادى، وذاك.. بصراحة أصبحنا أضحوكة، ويتندر علينا الدانى والقاصى!!
تعليقات