الاهلى الان / مقالات
مقالات
فوارق كروية بين لندن والقاهرة
مقالات / السبت 25 مارس 2017
ليس من الضرورى أن نلتفت إلى ما يجرى هناك للاستفادة منه فى مواجهة الذى يحدث هنا.. إنما يمكننا فقط الاكتفاء بالفرجة حين نفقد الأمل فى أى تغيير وإصلاح.. ففى الأيام القليلة الماضية.. تشابهت وقائع كثيرة بين لندن والقاهرة.. لست أقصد الإرهاب والغدر والأبرياء الذين يموتون هناك وهنا.. إنما أتحدث فقط عن كرة القدم.. لا أتحدث عن خالد عبدالعزيز وزير رياضتنا، إنما أتحدث عن تريسى كراوتش وزيرة الرياضة البريطانية وعلاقتها المتوترة حاليا مع الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم.. لا أتحدث عن نواب برلماننا إنما أتحدث عن نواب البرلمان فى لندن الذين يطالبون منذ أسابيع ويضغطون لتغيير لوائح ونظام وهيكلة الاتحاد الإنجليزى الكروى، ويمنحون مجلس إدارة الاتحاد مهلة للتغيير يجرى هنا.. لا أتحدث عن هانى أبوريدة رئيس اتحادنا الكروى إنما أتحدث عن جريج كلارك وإدارة الاتحاد الإنجليزى الكروى وكيف ستواجه سلوكا غير مفهوم وغير مقبول لجماهير إنجليزية سافرت وراء منتخب بلادها يوم الأربعاء الماضى إلى دورتموند الألمانية لمشاهدة مباراة ودية جمعت بين المنتخبين الإنجليزى والألمانى.. فوزيرة الرياضة البريطانية تريد اتحادا إنجليزيا لكرة القدم يكون أكثر شفافية وأكثر حيوية أيضا.. ويساند البرلمان الوزيرة فى مطالبها وضغوطها.. وبدأ الاتحاد الإنجليزى يستجيب ويدرس عددا من التغييرات التى ستطرأ قريبا على أقدم اتحاد كرة قدم فى العالم.. حيث سيقل عدد أعضاء مجلس الإدارة ليصبح عشرة أعضاء فقط.. ولن يبقى أى عضو مجلس إدارة فوق مقعده أكثر من ثلاث دورات فقط، مدة كل دورة ثلاث سنوات.. كما سيجرى تعديل آخر فى اللائحة لتكون هناك أكثر من امرأة داخل مجلس الإدارة.. وأعلنت وزيرة الرياضة البريطانية أيضا سعادتها بالإعلان عن ضم أحد عشر عضوا جديدا للجمعية العمومية للاتحاد الإنجليزى، والتى تضم فى الأصل مائة وعشرين عضوا، وذلك بقصد تمثيل أفضل وأكثر واقعية وشفافية للكرة الإنجليزية وأهلها.. والجميل فى الأمر أنهم جميعا يتحدثون هناك عن هذا دون أن يخرج أحدهم للحديث زاعقا عن التدخل الحكومى وتهديدات الفيفا وإعلام تقوده المصالح والعلاقات الشخصية وليست المصلحة العامة..
أما الأكثر جمالا فهو أن كل هؤلاء المختلفين بشأن نظام الاتحاد الإنجليزى ولوائحه لم يتجاوز منهم أى أحد أو يسخر ممن اختلف معه فى الرأى والرؤية.. كما أنهم أعلنوا كلهم رغم خلافاتهم تضامنهم ودعمهم لجريج كلارك، رئيس الاتحاد، الذى أزعجه كثيرا وجدا ما قامت به جماهير إنجليزية فى دورتموند أثناء المباراة الودية مع ألمانيا، حيث قامت بالصفير أثناء عزف السلام الألمانى، وكانت بعد خسارة إنجلترا تغنى أغانى قديمة منذ زمن الحربين العالميتين الأولى والثانية فيها سخرية من الألمان.. وقال كريج إنه طلب كل شرائط الفيديو لتحديد من قاموا بذلك لمحاكمتهم.. فلم تكن هناك اتهامات جماعية معتادة ومكررة وسابقة التجهيز.. وقال كريج إن اتحاده سيواجه كل ذلك الآن بحسم وإلا ستتحول الأغانى المسيئة والسلوك اللاأخلاقى إلى عنف حقيقى مصحوب بالكراهية والدم، وهو ما لا يمكن قبوله.. ولا يمكن انتظاره أيضا.
تعليقات